الوضع في أفغانستان يشكل عبئاً على السياسة الخارجية لباكستان وإليكم تفاصيل الخبر شكرا لمتابعتكم خبر جديد عن
الوضع في أفغانستان يشكل عبئاً على السياسة الخارجية لباكستان
بعد سيطرة «طالبان» على كابل، تضاعفت مشكلات باكستان على صعيد السياسة الخارجية في ظل مطالبة عدد من الدول الكبرى باكستان بممارسة نفوذها من أجل التأثير على ما يجري في أفغانستان.
بشكل عام، تعمل 4 جماعات إرهابية انطلاقاً من داخل أفغانستان حالياً. من بين هذه الجماعات «طالبان أفغانستان»، وهي جماعة إرهابية مسلحة تترأس الآن أجهزة الدولة في أفغانستان، و«طالبان باكستان» التي تضم ما بين 3000 و4000 مقاتل متمركزين في المدن الحدودية مع أفغانستان، و«داعش – خراسان» التي شنت في الفترة الأخيرة حملة إرهابية مكثفة على المناطق الحضرية في أفغانستان منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وأخيراً، وليس آخراً، تنظيم «القاعدة».
وإلى جانب هذه الجماعات، هناك جماعات مسلحة من البلدان المجاورة لأفغانستان، فرت من بلدانها الأصلية وتختبئ الآن في أفغانستان. وتتضمن جماعات مسلحة من دول آسيا الوسطى، أو التي تختبئ في أفغانستان تحت حماية «طالبان» الأفغانية. وتتضمن هذه الجماعات أيضاً جماعات سُنية فرت من إيران الشيعية، وتستخدم أفغانستان الآن قاعدة لشن اعتداءات محدودة على المدن والبلدات الإيرانية المتاخمة لأفغانستان.
* جماعات تتعاون مع «داعش – خراسان»
كما تختبئ جماعات باكستانية مسلحة في أفغانستان، ويقال إنها تتعاون مع «داعش – خراسان». وتشكل هذه الجماعات مجتمعة تهديداً عابراً للحدود لدول المنطقة، مثل الصين، وإيران، ودول آسيا الوسطى. وهناك دول قوية لا تشترك في الحدود مع أفغانستان، لكنها مع ذلك تتعرض لتهديدات ناجمة عما يحدث في أفغانستان. وتضم هذه البلدان، على سبيل المثال لا الحصر، الولايات المتحدة، والهند، وروسيا.
لا تزال أفغانستان تفتقر إلى كيان دولة يعمل بشكل مناسب وقادر على أداء مهام الدولة القومية، مثل صياغة واتباع سياسة خارجية متماسكة.
* الاعتراف بـ«طالبان» الأفغانية حكومةً شرعية
علاوة على ذلك، لا تعترف أي دولة في النظام الدولي بـ«طالبان» الأفغانية حكومةً شرعية لأفغانستان. ولذلك، فإن مشاركة القضايا الرئيسية مع «طالبان» الأفغانية بشكل منتظم أمر غير وارد.
ولذلك، يتشارك الأميركيون والروس مخاوفهم بشأن أفغانستان. ويقع عبء المسؤولية هنا على عاتق باكستان لسببين: باكستان لديها دولة فاعلة تؤدي وظيفتها الأساسية بانتظام، ومنها الحفاظ على الأمن الداخلي وإدارة السياسة الخارجية.
لذلك، فإن ما يجري داخل أفغانستان يقع ضمن مسؤولية باكستان، وهي جزء جوهري من قضايا سياستها الخارجية. صحيح أنه ليس من العدل إلقاء اللوم على باكستان في كل شيء، لكن هكذا يسير العالم.
أولاً؛ «بعد الانسحاب الأميركي، فشلت مؤسسة سياستنا الخارجية ببساطة في التمييز بين (طالبان أفغانستان) وباكستان بصفتها دولة قومية. لقد فشلنا في إخبار العالم أنه حتى لو اعترفنا بأن لدينا علاقات جيدة مع (طالبان) الأفغانية، فإن هذا لا يعني أننا و(طالبان) واحد. إن مساعداتنا المادية لـ(طالبان) الأفغانية ضئيلة مقارنة بما قدمه الروس والإيرانيون لهم في قتالهم ضد القوات الأميركية قبل الانسحاب الأميركي. ومع ذلك، فلا أحد يطلب من إيران وروسيا تحمل مسؤولية ما تفعله (طالبان) الأفغانية»؛ وفق الخبراء في الشأن الباكستاني.
في السياسة الخارجية، تعدّ التصورات أكثر أهمية من الواقع. لذلك، فإن أي هجوم إرهابي في أي بلد إقليمي يمكن أن تكون له آثار مروعة على السياسة الخارجية لباكستان. في الوقت الحاضر، ينشغل تنظيما «القاعدة» و«داعش – خراسان» في تعزيز شبكاتهما في المنطقة ويمتد نشاطهما إلى البر الرئيسي الهندي وكشمير الخاضعة للإدارة الهندية. وأي اعتداء في الهند يمكن أن يؤدي إلى حدوث أزمة عسكرية إقليمية، والتي يمكن أن تكون مكلفة للغاية لباكستان. ثانياً: إن دولاً إقليمية أخرى، مثل إيران والصين وروسيا، حتماً تشعر بالقدر نفسه من القلق بشأن الوضع في أفغانستان وتنقل قلقها بانتظام إلى الحكومة الباكستانية.
في الأسبوع الأول من يونيو (حزيران)، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنها استضافت مسؤولين باكستانيين وإيرانيين في بكين لإجراء مشاورات ثلاثية حول مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وتبادلت الأطراف الثلاثة آراء عميقة في الوضع الإقليمي لمكافحة الإرهاب والجهود المشتركة للتعامل مع تنقلات الإرهابيين عبر الحدود، وقررت إضفاء الطابع المؤسسي على المشاورات الثلاثية بشأن مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن. وجاء في بيان من وزارة الخارجية الصينية أن الاجتماع كان خطوة ناجحة اتخذتها الدول الثلاث للعمل على مبادرة الأمن العالمي وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
من جانبهم، بدا الروس بالغي الحرص على التعبير عن مخاوفهم بشأن أنشطة «داعش – خراسان» في شمال أفغانستان.
ومع ذلك، فإن روسيا والصين وإيران أقل عدائية تجاه «طالبان» الأفغانية، وقد أعربوا عن استعدادهم للعمل معها ضد الجماعات السنية المتطرفة التي تظهر في أفغانستان. ومن المفهوم أنه لن يكون من الحكمة أن تزعج باكستان إدارة في كابل تسيطر على الأراضي الأفغانية وجهازها الحكومي، لكن في الأقل يمكننا أن نبدأ إبلاغ العالم أننا لسنا كياناً واحداً.
يذكر أن الروس أيضاً يتبادلون المعلومات الاستخباراتية مع باكستان من أجل توفير معلومات استخباراتية في الوقت المناسب لـ«طالبان» في مواجهة «داعش».